الخميس، 17 يوليو 2008

تشييع حاشد للجنديين الاسرائيليين

احتشد الآلاف من الاسرائيليين لتشييع جنازتي الجنديين الاسرائيليين اللذين تسلمتهما اسرائيل من حزب الله اللبناني في الصفقة التي توصلا اليها، والتي نفذت الاربعاء.

وكان أسر حزب الله للجنديين الداد ريغيف وايهود جولدفاسر في يوليو/تموز 2006 قد فجر حربا دامت 33 يوما قالت إسرائيل انها شنتها للإفراج عنهما.

ولم يفصح حزب الله عن مصيرالجنديين حتى وقت تسليم الجثتين.

وتزامن هذا التشييع مع احتفالات في لبنان ترحيبا بالافراج عن الاسرى اللبنانيين الخمسة، ومنهم سمير القنطار، الاسير اللبناني الاقدم في السجون الاسرائيلية.

تشييع في اسرائيل
تشييع الجنديين في اسرائيل

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، امام جمع المدنيين والعسكريين في التشييع، ان اسرائيل ملتزمة باعادة كل من يتم اسره من جنودها.

كما تعهد باراك بالعمل على الافراج عن كافة الاسرى الاسرائيليين، ومنهم جلعاد شاليط الذي تحتجزه جماعة فلسطينية مسلحة في قطاع غزة.

مهرجان في عبية

ومن الجانب اللبناني أعلن القنطار انه غير آبه بالتهديد الذي صدر اليوم من اسرائيل باستهداف حياته بعد إطلاق سراحه.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر اسرائيلي امني رفض ذكر اسمه ان "اي ارهابي يرتكب عملا ضد اسرائيل، خاصة شخص مثل القنطار قتل طفلة وفردين، يمثل هدفا".

واضاف هذا المصدر انه "لو امكن لاسرائيل ان تغلق ملف القنطار فلن تتردد".

وكان القنطار يتحدث الخميس في مهرجان كبير أقيم في بلدته عبية للاحتفال بعودته إليها في اليوم التالي للإفراج عنه.

وحضر المهرجان محمد فنيش وزير العمل في حكومة الوحدة عن حزب الله وعدد من الشخصيات السياسية والدينية الرئيسية، ومن بينهم وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وطلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي اللبناني.

سمير القنطار
القنطار قال انه لا يأبه للتهديدات باغتياله

واستعاد القنطار في كلمته تاريخ جبل لبنان الذي تقع فيه البلدة، واستعرض بعض وقائع الحرب الأهلية التي عاشتها البلاد، وأكد على ضرورة الاعتراف بجميل سورية "مهما اختلف معها البعض لأنه لولاها لسقط الجبل".

وجنبلاط هو أحد الذين اختلفوا بشدة مع سورية، إلا أنه صفق لهذه الكلمات.

ووصل القنطار إلى بلدته بعد قيامه في الصباح، مع الأسرى الأربعة الآخرين المفرج عنهم، بزيارة مقبرة الشهداء في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله والمعروفة باسم "روضة الشهيدين"، حيث وضعوا إكليلا من الزهور على ضريح القائد في حزب الله المغتال عماد مغنية، والتي حملت عملية الإفراج عنهم اسمه الحركي "رضوان".

انتقادات للصفقة

وقد ارتفعت في إسرائيل أصوات عديدة تنتقد الصفقة التي أبرمتها مع حزب الله وأفرجت بموجبها عن القنطار الذي قضى نحو 30 عاما في سجونها.

وأعرب كثيرون عن خوفهم من أن تشجع مثل هذه الصفقة على اختطاف إسرائيليين كرهائن لمبادلتهم بأسرى عرب محتجزين في السجون الإسرائيلية.

وقال مارتن شيرمان الخبير العسكري الإسرائيلي "ما فعلناه جعل اختطاف الجنود أفضل طريقة لتحقيق المكاسب".

الجنديان الاسرائيليان
انتقادات في اسرائيل للصفقة التي تم بموجبها تسليم جثتي الجنديين

كما طرحت هذه الصفقة تساؤلات حول ما إذا توجب على إسرائيل الآن مراجعة السياسة التي تلتزم بها من إعادة كل جندي من جنودها من أرض المعركة بأي ثمن.

وتلتزم إسرائيل بهذه السياسة منذ تأسيسها، وذلك لبث روح الولاء والالتزام في نفوس أفراد قواتها، وأكدت هذه السياسة الأربعاء في بيان أصدره الجيش الإسرائيلي.

وتكسب هذه الانتقادات أهمية خاصة لأن إسرائيل منخرطة الآن في مفاوضات مع حركة حماس للإفراج عن شاليط.

وأعرب زيف بويم وزير البناء الإسرائيلي، وهو احد ثلاثة وزراء رفضوا التصديق على صفقة التبادل مع حزب الله، عن خشيته من أن تزيد هذه الصفقة من صعوبة الإفراج عن شاليط.

وقال بويم "لا يجوز لأحد أن يفاجأ إذا ما رفعت حماس ثمن الإفراج عن شاليط".

وقد أشارت حماس إلى أنها ستفعل ذلك، وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة إن صفقة التبادل تدلل على أن الوسيلة الوحيدة الناجعة لإطلاق سراح السجناء هي اختطاف جنود.

نقل الرفات

ومن جانب آخر بدأت صباح الخميس في لبنان عملية نقل رفات نحو مائتي فلسطيني ولبناني وآخرين من جنسيات عربية أخرى من معبر الناقورة على الحدود الإسرائيلية الفلسطينية إلى العاصمة بيروت.

وعبر الموكب مدينة صور متوجها إلى العاصمة بعد أن أقيم له في بلدة الناقورة مهرجان كبير نظمه حزب الله الذي عقد صفقة مع إسرائيل كان من بنودها الإفراج عن رفات عشرات من المقاتلين العرب، معظمهم فلسطينيون ولبنانيون، قتلوا في معارك أو عمليات ضد إسرائيل.

وأفرجت إسرائيل عن رفات المقاتلين صباح الأربعاء، وكان من المقرر نقلهم في موكب يخترق المدن اللبنانية في الطريق إلى بيروت، قبل تسليم كل رفات للحزب أو المنظمة التي كان ينتمي إليها حين قتل، إلا أن برنامج تنفيذ الصفقة لم ينفذ حسب المواعيد المقررة له، فتقرر تأجيله إلى اليوم التالي.




ليست هناك تعليقات: