السبت، 19 يوليو 2008

أنبا مصري بارز يناقش "أوضاع الأقباط" بمعهد موال لإسرائيل بأمريكا


أعلن معهد أمريكي يُعد من أبرز مراكز التفكير التابعة للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة المعروف عنه ترويجه لسياسات تخدم امن دولة إسرائيل عن ندوة يوم أمس الجمعة يتحدث فيها انبا مصري بارز في الكنيسة القبطية المصرية عن أوضاع الأقباط المسيحيين في مصر في ظل ما وصفه المعهد في بيان رسمي له بانه "صعود الأسلمة" في مصر، في أول نشاط سياسي يقوم به عضو رفيع في المؤسسة الدينية المصرية ينتمي للمجمع المقدس للكنيسة القبطية الارثوذكسية مع المعهد اليميني.
هذا وتعد المحاضرة الاولى من نوعها التي يقوم قائد كنسي عربي ينتمي لطائفة الرهبان الدينية في معهد ناشط سياسيا في امريكا محسوب على تيار المحافظين الجدد والصهيونية المعاصرة المعادية للحكومة المصرية والمروج لامن إسرائيل في المنطقة.
وفي بيان حصلت عليه وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك أعلن معهد هدسون، وهو من أبرز مؤسسات المحافظين الجدد، عن عقد ندوة الجمعة 18 يوليو/تموز الجاري عن أوضاع المسيحيين المصريين.
ويتحدث في الندوة، وفق البيان، الانبا توماس، عضو المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية المصرية، الذي قال البيان إنه من صعيد مصر، وتُعقد الندوة بعنوان "المسيحيون الأقباط بمصر: تجربة أكبر جالية مسيحية في الشرق الأوسط في وقت الأسلمة المتصاعدة".
يذكر ان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو اعلى سلطة في الكنيسة الاسكندرية ويضع القواعد والانظمه المتعلقة بمسائل الكنيسة المنظمه والايمان، وأمور الخدمة. والمجمع المقدس يراسه بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطيه الارثوذكسيه و يضم مطارنة واساقفه الكنيسة ، والنائب البطريركي للاسكندري.
هذا وقد قال بيان معهد هدسون ان مركز الحرية الدينية التابع لمعهد هدسون، وهو المركز الذي عادة ما يصنف الدول العربية والإسلامية بأنها الأكثر انتهاكا للحرية الدينية في العالم والذي تترأسه الاصولية المسيحية نينا شيا، سوف يشرف على الندوة.
وقال بيان المنظمة إن الانبا توماس، الذي درس الطب البيطري، يترأس مطرانية القوصية بصعيد مصر، وقد دخل سلك الرهبنة في عام 1983، وتمت رسامته كقسيس في عام 1987.
وأضافت الدعوة: "إن القس توماس يعمل بلا كلل من أجل تقوية الحرية الدينية وحقوق الإنسان في مواجهة مخاطر شخصية".
وأشار البيان إلى أن الانبا توماس، مطران القوصية، كان أول شخص يتلقى جائزة سان ستيفن، وهي جائزة حقوقية تمنحها الإرسالية النرويجية في الشرق، وذلك "لجهوده في الحديث ضد قمع الجاليات الدينية".
وقال معهد هدسون في بيانه الذي حصلت وكالة أنباء أمريكا إن ارابيك على نسخة منه إن الانبا توماس "ناشط في بناء المدارس وتطوير البرامج الدينية في الكنيسة القبطية المصرية."
ومن أبرز أعمال الانبا توماس قيامه في عام 1999 ببناء مركز روحي في منطقة وادي النطرون يسمى مزارع ومنتجع النافورة.
ويشغل الانبا توماس عضوية المجلس الاستشاري متعدد الأديان في مجلس الشئون الدينية والدولية بولاية فرجينيا الأمريكية.
يذكر ان الانبا توماس كان قد اتهم المسلمين في مصر بفرض الجزية على مسيحي مصر في قرى الصعيد وخصوصا في قرى القوصية وذلك في لقاء صحفي مع جريدة الميدل إيست تايمز التي كانت تنشر من القاهرة.
يذكر ان المعهد الذي يحاضر فيه الانبا المصري معروف بانتمائه لإسرائيل كاحد المراكز الفكرية للمحافظين الجدد وحركة الصهيونية المعاصرة.
ويقول مركز العلاقات الدولية، وهو معهد أمريكي يرصد تحركات اليمين الأمريكي مقره في نيو مكسيكو، عن معهد هدسن :"معهد هدسن هو عضو في شبكة محبوكة الصلات من معاهد السياسات التابعة للمحافظين الجدد والتي تتولى سياسات خارجية عدوانية تتمحور حول مصلحة إسرائيل".
ويذكر كذلك ان المعهد به عدد من مزدوجي الجنسية الإسرائيلية والامريكية ومنهم من عمل مع ناشطين ومعارضين عربية، خصوصا مع الناشط العراقي احمد شلبي الذي ساهم في قلب نظام الحكم في العراق وخلع الرئيس السابق صدام حسين، وفق معهد العلاقات الدولية في وصفه لمعهد هدسن.

ويقول معهد العلاقات الدولية ان رئيس المعهد هو ولتر ستيرن الذي كان رئيس معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى، وهو المعهد المعروف عنه انه فرع اللوبي الإسرائيلي الفكري في واشنطن العاصمة.
ومن امناء المعهد كذلك ريتشار بيرل المعروف مجازا باسم امير الظلام لنشاطه في الترويج لحروب تقوم بها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط من أجل تأمين حدود دولة إسرائيل.
اما المؤسس المشارك لمعهد هدسن فهو ماكس سينجر المرتبط بمعهد "بيجن السادات" في جامعة بير إيلان بإسرائيل وهو كاتب دائم في جريدة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية التي تمثل اقصى اليمين المتطرف الإسرائيلي. وسينجر مروج كبير لسياسات عدوانية ضد مصر والسعودية وضد الفلسطينيين.
ومن ابرز الناشطات في معهد هدسن كذلك الباحثة الإسرائيلية الأمريكية ميرياف ورمسر التي ساعدت في تاسيس معهد ابحاث إعلام الشرق الاوسط (ميمري) الذي يقوم بمراقبة الإعلام العربي واتهامه بمعادة السامية والتحيز ضد إسرائيل.
هذا ويُشار إلى أن مركز الحرية الدينية الذي يعقد الندوة، داخل معهد هدسن، يُعد من أكثر مراكز المحافظين الجدد التي تركز بشكل خاص على قضايا تقوية الاقليات الدينية المسيحية في العالم العربي والإسلامي ودأب على انتقاد مصر والسعودية والفلسطينيين على وجه الخصوص.
ويصدر المركز سنويا تقريرا بعنوان "الحرية الدينية في العالم"، غالبا ما يوجه انتقادات للعالم العربي والإسلامي، وهي المناطق التي يعتبر أن الحرية الدينية تواجه فيها الانتهاكات الأكبر في العالم، حيث يصف الدول ذات الأغلبية المسلمة بأنها المنطقة التي توجد بها أكبر القيود على الحرية الدينية في العالم.
ويضع مركز الحرية الدينية عادة الدول العربية والإسلامية، ومن أبرزها السعودية وإيران ومصر، على رأس قائمة الدول الأكثر انتهاكا للحريات الدينية للمسيحيين في العالم؛ حيث يصنفها بأنها دول "مثيرة للقلق بشكل خاص".
ويرأس المركز الناشطة الاصولية نينا شيا، التي تشغل أيضا منصب نائب رئيس اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وهي هيئة شبه حكومية تابعة للكونجرس ذات جذور في الحركة الدينية الأمريكية، تقول عن نفسها إنها تقوم بمراقبة الحريات الدينية في العالم.
ويمثل التقرير الذي تقوم بإعداده سنويا للكونجرس مرجعية مهمة للإدارة الأمريكية والكونجرس في مواقفها بشأن قضايا تقوية الاقليات المسيحية في العالم
المصدر :جريدة المصريون

ليست هناك تعليقات: