الاثنين، 14 يوليو 2008

جدل حول مشروع بحث لطلبة اسرائيليين باسم "قرآن نت"

قرآن
اثار موقع قرآن نت الكثير من الجدل

أعدت مجموعة من الطلبة الباحثين من عرب إسرائيل مشروعا جديدا يحمل اسم "قرآن نت" لنيل درجة الماجستير في مجال الاستشارات التربوية.

واثار المشروع جدلا واسعا، خصوصا بعدما أعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية عنه عبر موقعها الالكتروني باعتباره مشروعا للبحث نشر في كتاب وسيتم نشره عبر الانترنت، وانه يمثل جسرا للتواصل الثقافي بين إسرائيل والعالم الاسلامي.

وأكد أوفير جندلمان المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لـ بي بي سي عدم تبنى الوزارة لهذا المشروع وأن الأمر "لا يتعدى كونه مشروعا أكاديميا إسرائيليا نشرت وزارة الخارجية الاسرائيلية خبرا عنه وحسب عبر موقعها الالكتروني".

إجابات تربوية

أما الدكتور أوفير جروسبيرد فقد نفى أن يكون المشروع الذي قام بالاشراف عليه يهدف الى تفسير القرآن، وقال إن المشروع "عبارة عن بحث قام به 15 طالبا للحصول على درجة الماجستير في مجال الاستشارات التربوية، وقاموا بتناول تأثير الجانب النفسي فى القرآن الكريم في إيجاد إجابات على الاسئلة التربوية".

وقال إنه كيهودي يرى "جمال وقوة القرآن كمادة تربوية".

أنا كيهودي أرى جمال وقوة القرآن كمادة تربوية
الدكتور أوفير جروسبيرد، المشرف على المشروع

وأكد أوفير ان إحدى الطالبات طرحت هذه الفكرة بعدما اشارت إلى أن اقتباس آية من القرآن الكريم "يترك أثرا عظيما لدى المسلمين لا يضاهيه تأثير آخر".

وبعدها دعا الطلبة الى تأليف قصص قصيرة من وحي آيات القران التي تحمل معاني تربوية مثل تحمل المسؤولية وقول الصدق.

مشروع غير حكومي

وحول استيعاب مشروعه داخل العالمين العربي والإسلامي باعتباره اهتم بإيجاد سبيل للتواصل بينهم وبين اسرائيل، قال إنه وتلاميذه قاموا بإصدار النسخة الأولى من المشروع في هيئة كتاب طبعته جامعة بئر سبع، وأنهم فازوا بمشروعهم البحثي هذا في مسابقة تحت رعاية الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حول أفضل 60 عملا تساهم في التقارب بين الثقافات .

وأضاف أن وزارة الخارجية الاسرائيلية أعلنت عن البحث عبر موقعها، ولكنه مشروع دراسي وليس مشروعا حكوميا.

بعد سياسي

لكن الشيخ عكرمة صبري مفتى القدس وخطيب المسجد الأقصى قال لـ بي بي سي إن هناك الكثير من الشكوك التى تحيط بهذا المشروع ، خاصة ما يتعلق بإعلان وزارة الخارجية الاسرائيلية عنه وهو ما أضفى بعدا سياسيا عليه.

وحذر من الكيفية "التي يتم بها تفسير الآيات القرآنية في أغراض هذا البحث" خاصة أن فتح موقع يحمل اسم" قرآن نت" ينطوي على "قدر كبير من الايهام للمتلقى أن فيه تفسير للقرآن الكريم".

لا يوجد مانع من أن تتعامل أية فئة دينية مع القرآن ومصادره الاساسية، ولكن لا يمكن التحرر من الخوف من تعامل اليهود مع القرآن الكريم خاصة الجهات الصهيونية
الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الاسلامية، في مصر

لكن الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الاسلامية، في مصر يؤكد على "عدم وجود مانع من أن تتعامل أية فئة دينية مع القرآن ومصادره الاساسية، ولكن لا يمكن التحرر من الخوف من تعامل اليهود مع القرآن الكريم خاصة الجهات الصهيونية".

تطبيع

ويقول الكاتب فهمي هويدي:"لا استطيع أن أتصور أن المشروع محاولة لايجاد جسر للتواصل بين اسرائيل والعالم الاسلامي، باعتبار ان المسلم المتلقي لهذا المشروع لا يستطيع ان ينظر اليه بمعزل عن السياسة الاسرائيلية على الأرض".

وأكد أنه لا يمكن التعامل مع لنصوص القرآنية "دون تسلح بقواعد اللغة العربية ولا الخلفية الفقهية ولا الثقافة الاسلامية".

ووصف هذا الأمر بـ "الجرأة التي لا تعبر سوى عن استهانة شديدة بالعالم الاسلامي وافتراض الغباء والسذاجة الشديدتين فيه، وان البراءة وسلامة النية لا يمكن ان تطرح في هذا الصدد".

وذهب أحمد الحملي الخبير في الشؤون الاسرائيلية الى اعتبار الأمر برمته "شكلا من اشكال التطبيع الذي تسعى اسرائيل لتفعيله من جانبها من خلال الايحاء بقدرتها على التأثير من خلال دوائرها الثقافية".

لكن القائمين على المشروع أكدوا السعي خلال الفترة المقبلة الى بث مشروع البحث، الذي قام به طلبة عرب، إلكترونيا بعدة لغات مختلفة أبرزها العربية "لتمتين الجسور بين الثقافات" كما يقولون.




ليست هناك تعليقات: