الجمعة، 25 يوليو 2008

عهود أوباما بعيون صحف العرب: يتطرف ويتملق إسرائيل

أوباما عاد ليكرر تعهداته حول القدس عاصمة لإسرائيل

أوباما عاد ليكرر تعهداته حول القدس عاصمة لإسرائيل

دبي، الإمارات العربية المتحدة(CNN)-- تباينت مواقف الصحافة العربية، وخاصة المكتوبة منها، في التعاطي مع موقف المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، باراك أوباما، حيال قضية القدس، والذي أطلقه خلال زيارته إلى إسرائيل الأربعاء، لجهة التأكيد على أن المدينة ستكون "عاصمة لإسرائيل."

وكان المرشح الأمريكي قد أدلى بموقف مشابه أمام لجنة العلاقات العامة الأمريكية الإسرائيلية "إيباك"، في كلمة ألقاها بيونيو/ حزيران الماضي، غير أن عنف الردود التي تناولت التصريح دفعته إلى الإدلاء بموقف توضيحي حمل تراجعاً ضمنياً، إذ قال لـCNN إن وضع المدينة "يبقى إحدى القضايا التي يجب أن يتفاوض حولها الفلسطينيون والإسرائيليون."

وعاد أوباما ليطلق تصريحات مماثلة خلال زيارته لبلدة سديروت، جنوب إسرائيل، نافياً أن يكون قد تراجع حيال الملف، فقال: "لم أغير موقفي، وما زلت أقول إن القدس ستكون عاصمة إسرائيل.. قلت ذلك سابقا وها أنا أكرره.. لكنني قلت أيضا إنها مسألة مرتبطة بالوضع النهائي."

فصحيفة "الحياة" الصادرة من لندن، والقريبة من السياسة السعودية مثلاً، ركزت في عنوانها على الجانب المتعلق بإيران، وملفها النووي من مواقف أوباما، وتطرقت إلى حديثه عن القدس في سياق الخبر، ناقلة أنه "كرر" مواقفه السابقة حيال القضية.

أما صحيفة "الشرق الأوسط" المقربة أيضاً من الرياض، فقد خصصت لأوباما صدر صفحتها الأولى، من خلال صورة له وهو يعتمر القلنسوة اليهودية، ويقف مطرقاً بخشوع عند نصب "ضحايا المحرقة". عنونت تحتها: "أوباما: لم أغير موقفي.. ما زلت أقول إن القدس عاصمة إسرائيل."

وكتب محررا الخبر، نظير مجلي وكفاح زبون: "في ختام جولته إلى منطقة الشرق الأوسط يعود المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، للتأكيد على أن مدينة القدس ستكون عاصمة إسرائيل، وجاءت تأكيدات أوباما خلال زيارة لبلدة سديروت، جنوب إسرائيل. وقال: "لم أغير موقفي وما زلت أقول إن القدس ستكون عاصمة إسرائيل. قلت ذلك سابقا وها أنا أكرره."

من جانبها، بدت صحيفة "السفير" اللبنانية، المقربة من الأوساط القومية ومن دمشق وحزب الله، أكثر عنفاً في انتقاد المرشح الديمقراطي، فعنونت: "أوباما 'يتطرّف' في الانحياز لإسرائيل 'المعجزة': القدس عاصمة موحدة ... وحرب لبنان مبرّرة."

وقالت الصحيفة تحت هذا العنوان: "بدا المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية، باراك أوباما، أبعد ما يكون عن خط الاعتدال والتغيير الذي يدعي انه يمثله، إذ كشف في القدس المحتلة وسديروت، عن تحيز سياسي جديد حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يسبغه تملق إضافي لقادة إسرائيل، التي رأى فيها 'معجزة'."

كما حرصت، خلافاً للعديد من الصحف الأخرى، على نقل تعليقات لقادة حركة المقاومة الإسلامية، "حماس" والجهاد الإسلامي، حيال هذه التصريحات.

وبخلاف العديد من وسائل الإعلام العربية، كان اهتمام الصحف المصرية بتصريحات أوباما، بل وبزيارته عموماً، محدودا، إن لم يكن معدوماً في معظم الأحيان.

فلم يبرز الخبر على الصفحة الأولى لـ"الجمهورية" أو "الأخبار"، واكتفت "الأهرام" بإيراد النبأ في بضعة أسطر، مع التركيز على قوله إن إسرائيل "معجزة" دون الالتفاف إلى ملف القدس.

كما لم يحظ ملف القدس كذلك بالكثير من التغطية في الصحف الأردنية، إذ أبرزت "الرأي" إشادته بإسرائيل وتعهده بالعمل من أجل السلام، وكذلك فعلت "العرب اليوم" و"الدستور" التي أضافت الإشارة إلى موقفه من إيران وبرنامجها النووي.

وبدت الصحف السعودية من جهتها أكثر اهتماماً بأوباما وتصريحاته، فبرز في هذا الإطار عنوان صحيفة "الوطن،" التي تابعت زيارته للقدس، ووضعت تصريحاته حولها على صدر صفحتها الأولى، لكن تحت عنوان: "منظمة يمينية تتهم أوباما بتزوير شهادة ميلاده، وخصومه يؤكدون أنه ليس أمريكياً."

وقالت الصحيفة:"أجرى المرشح الديمقراطي للانتخابات الأمريكية، باراك أوباما، سلسلة محادثات في إسرائيل ورام الله مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، ليخرج بعدها باعتبار إنشاء إسرائيل "معجزة"، وأن القدس ستكون عاصمتها. ولكن هذا الغزل لإسرائيل لم يوفر للمرشح الطامح إلى الوصول للبيت الأبيض غطاء من اليمين الأمريكي، الذي اتهمه بتزوير شهادة ميلاده، وجعله عرضة لهجوم خصومه السياسيين الذين أكدوا أنه ليس أمريكياً."

واتهمت الصحيفة أوباما بأنه "تجنب زيارة ضريح الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لتجنب إغضاب الناخبين الأمريكيين من أصل يهودي."

وكانت تغطية جولة أوباما عموماً خجولة في الصحف الجزائرية، حيث جرى الإشارة إليها في صحيفة "الشروق اليومي،" دون التطرق إلى ما جاء على لسان المرشح الرئاسي الأمريكي حول القدس.

بينما ركزت زميلتها "الخبر" على وضع تصريحات أوباما حول المدينة المتنازع عليها ضمن العنوان الذي جاء فيه " أوباما يجدد موقفه بأن القدس عاصمة إسرائيل."

وكذلك أبرزت "الزمان" العراقية الخبر تحت عنوان "أوباما يؤيد اختيار إسرائيل القدس عاصمة ويؤكد لعباس دعمه قيام الدولتين"، إلا أن تغطيتها اكتفت بالجانب الإخباري دون إبداء موقف تحليلي.

advertisement

وفي سياق متصل، عنونت صحيفة "تشرين" السورية الرسمية "أوباما: القدس لإسرائيل".

وقالت: "ابتعد المرشح الأمريكي للرئاسة باراك أوباما عن الألغام السياسية الإسرائيلية، بتصريحات رفعته إلى مستوى المرحب به بشدة، بعد ان حامت حوله شكوك إسرائيلية، فأيّد القدس عاصمة لإسرائيل دون تحفظ، وشد على يدها في سياستها تجاه حركة حماس، داعياً العالم إلى الوقوف لإيران بالمرصاد."

المصدر:CNN

ليست هناك تعليقات: