الأربعاء، 30 يوليو 2008

الشركة الموردة للخزف المشع فلسطينية

فجرت الشركة المصرية، مستوردة شحنة الخزف الصيني التي رفضت السلطات المصرية السماح بدخولها عبر معبر العوجة الحدودي مع إسرائيل، بعدما رصدت وجود مستويات إشعاعية عالية جدا في حمولتها، مفاجأة من العيار الثقيل، وذلك بأن كشفت عن وثائق تظهر أن الشحنة البالغ زنتها ثلاثة أطنان و320 كجم قامت باستيرادها من شركة فلسطينية تعمل تحت ولاية السلطة الفلسطينية، وليست من إسرائيل، كما أوردت وكالات الأنباء في بادئ الأمر نقلا عن مصادر أمنية مصرية.
وقال أحمد كمال محمد المهدي، صاحب شركة الدلتا للاستيراد والتصدير في تصريحات خاصة بالمصريون ، إنه لا صحة إطلاقا حول أن شحنة الخزف التي رفضت مصر السماح بدخولها يوم الأحد الماضي كانت مستوردة من إسرائيل، مشيرا إلى أن الشحنة التي تحفظ عليها رجال الأمن المصريون، هي خزف فلسطيني الصناعة والمنشأ والديكور من إنتاج شركة السلام لصناعة الزجاج والخزف ـ الخليل ـ فلسطين.
المهدي الذي كشف عن استدعائه من قبل جهات أمنية مصرية لسؤاله حول حقيقة الشحنة، أظهر لـ "المصريون" مجموعة من الوثائق للتأكيد على كلامه، وهي عبارة عن شهادة منشأ رسمية من غرفة تجارة وصناعة مدينة الخليل دولة فلسطين، مرسلة من صاحب الشركة الموردة للشحنة، ويدعى فارس النتشة، وكذلك فواتير الشركة المنتجة، وبيانات الشحنة كاملة، وجميعها تؤكد أنها من إنتاج وتوريد الشركة الفلسطينية.
ونفى المهدي أن تكون الشحنة المضبوطة مستوردة لحساب شركته، التي قال إن دورها يقتصر على "التخليص"، مقابل الحصول على عمولة استيراد، وذلك لحساب الشركة المصدرة، التي تقوم بدورها ببيع منتجاتها للتجار في مصر، حيث يوجد لها العديد من العملاء، لافتا إلى أن تلك الشركة سبق لها الاشتراك في الجناح الفلسطيني بمعرض القاهرة الدولي.
وكان رجال الأمن المصريون في معبر العوجة رفضوا السماح لقائد الشحنة بتفريغ حمولتها داخل المعبر، بعد أن أصدر الجهاز الخاص بالإشعاع والموجود بالمعبر صفيرا عاليا، مما يؤكد وجود نسبة إشعاع غير مسموح بها، وقرروا الاستعانة بخبراء الأمان النووي لتحديد نسبة الإشعاع فيها.
غير أن المهدي تبرأ من المسئولية عن ذلك، وقال: لا دخل لنا، وإذا قررت الجهات المختصة المصرية أن الشحنة تحمل مواد مُشعة، فلها أن ترفض، ونحن لم نعترض على ذلك، وهذا أمر يخص الشركة المصدرة وحدها.
كما نفى أن تكون لشركته تعاملات من أي نوع مع شركات إسرائيلية، موضحا أن شركته تعمل في مجالات تصدير منتجات خان الخليلي وورق البردي والخضار والفاكهة إلى دول أوروبا، وليس إسرائيل.
يذكر أن مصر كانت قد أعادت إلى إسرائيل الشهر الماضي شحنة وزنها 32 طنا من مادة القرميد التي تدخل في صناعة الخزف والأرضيات، بعد احتجازها أربعة أيام، بسبب ارتفاع نسبة الإشعاع بها عن الحد المسموح به. وكشفت تحاليل جهاز الأمان النووي بهيئة الطاقة الذرية عن احتواء الشحنة على كميات كبيرة من الإشعاع تستلزم سرعة إعادتها إلى إسرائيل.
كما رفضت خلال العام الماضي إدخال شحنتي رمل فلاتر زراعية وأسمدة عضوية قادمتين من إسرائيل لحساب شركات مصرية لاحتوائهما على نسبة كبيرة من الإشعاع. وطالبت مصر إسرائيل مرارا بالالتزام بالمعدل الآمن لنسبة الإشعاع في شحنات البضائع القادمة إليها عبر معبر العوجة على الحدود بينها وبين إسرائيل مباشرة
المصدر:جريدة المصريون

ليست هناك تعليقات: