الثلاثاء، 15 يوليو 2008

"حل" لغز انهيار البرج الثالث لمركز التجارة العالمي

برج التجارة العالمي الجنوبي لحظة انهياره
انهارالبرج الثالث (البرج سبعة) بعد سقوط البرجين الرئيسيين لمركز التجارة العالمي

يقول الخبراء الأمريكيون الذين يحققون بحادثة انهيار البرج الثالث لمركز التجارة العالمي إن آخر لغز لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول بات في طريقه إلى الحل في القريب العاجل.

وكان البرج الثالث المكون من 47 طابقا، والمعروف باسم تاور سيفين (البرج سبعة)، قد انهار بعد سقوط البرجين الرئيسيين لمركز التجارة العالمي.

نظريات المؤآمرة

وقد دأب أصحاب نظريات المؤآمرة على المجادلة بأن البرج الثالث، أو البرج سبعة، كان قد تم تدميره بطريقة الهدم المتحكم بها والمضبوط.

فعلى عكس البرجين التوأمين، الجنوبي والشمالي، لم تصطدم أي طائرة بالبرج رقم سبعة.

ويتوقع أن يخلص التقرير الذي طال انتظاره، والذي سيصدر هذا الشهر عن المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا في الولايات المتحدة الواقع بالقرب من واشنطن العاصمة، نتيجة مفادها أن "نيرانا عادية هي التي تسببت بانهيار المبنى."

وفي حال الإقرار بمثل هذه النتيجة، فسيكون البرج سبعة هو ناطحة السحاب الفولاذية الأولى والوحيدة في العالم التي تنهار بفعل النيران.

وقد تحدث الدكتور شيام ساندر، المحقق الرئيسي في المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا، لبرنامج "ملفات الموآمرة" في القناة الثانية من بي بي سي عن لغز انهيار البرج سبعة في مركز التجارة العالمي، حيث قال:

اندلاع النيران
إن البرج سبعة هو الدليل الحي والقاطع على ما جرى في 9/11... إذ كان بإمكان تلميذ في الصف السادس أن يرى ويفهم، وهو ينظر إلى هذا المبنى يتداعى عمليا بسرعة السقوط الحر وبشكل متناسق ومتماثل وسلس، أن العملية لم تكن طبيعية البتة
ريتشارد جيدج، مؤسس مجموعة "حقيقة 9/11"

"تشير الفرضية التي نعمل عليها الآن إلى أن نيران وحرائق مبان عادية، كانت قد اندلعت وأخذت تكبر شيئا فشيئا وتتدحرج لتنتشر بعدها عبر الطوابق المتعددة من المبنى، هي التي سببت الانهيار الكلي والنهائي للبرج سبعة."

إلا أن خبراء آخرين، بمن فيهم مجموعة من المعماريين والمهندسين والعلماء، يقولون إن التفسير الرسمي القائل إن النيران هي التي تسببت بانهيار البرج ليس ممكنا.

فالمعماريون والمهندسون الذين تضمهم مجموعة "حقيقة 9/11" يجادلون بقولهم إن الانهيار لا محالة قد حدث بفعل آلية جرى التحكم بها وضبطها بدقة.

يقول ريتشارد جيدج، مؤسس المجموعة، إن انهيار البرج الثالث هو مثال واضح وجلي على عملية التدمير التي تجري بشكل متحكم به ومضبوط عن طريق استخدام المتفجرات.

دليل حي
برجا مركز التجارة العالمي في نيويورك عند تعرضهما للهجمات بالطائرتين
دأب أصحاب نظريات الموآمرة على المجادلة بأن البرج الثالث، أو البرج سبعة، كان قد تم تدميره بطريقة الهدم المتحكم بها والمضبوط

يقول جيدج: "إن البرج سبعة هو الدليل الحي والقاطع على ما جرى في 9/11... إذ كان بإمكان تلميذ في الصف السادس أن يرى ويفهم، وهو ينظر إلى هذا المبنى يتداعى عمليا بسرعة السقوط الحر وبشكل متناسق ومتماثل وسلس، أن العملية لم تكن طبيعية البتة."

ويضيف جيدج قائلا: "إن المباني التي تسقط وتنهار بعمليات طبيعية تلقى على الأقل نوعا من المقاومة والممانعة وهي تهوي إلى الأسفل، كما أنها لا تسقط مباشرة من تلقاء نفسها."

وهناك ثمة حقائق عدة شجعت أصحاب نظريات المؤآمرة على التمسك بآرائهم بشأن انهيار البرج سبعة، ومنها:



  • على الرغم من أن انهيار البرج قد يشكل حدثا فارقا في تاريخ هندسة العمارة، فقد تم نقل آلاف الأطنان من الفولاذ من موقع ناطحة السحاب المنهارة حيث جرت إذابتها في مكان آخر.


  • من كان يشغل البرج الثالث جهات معروفة هي: الاستخبارات السرية الأمريكية، أو سي آي إيه (CIA)، ووزارة الدفاع ومكتب إدارة الطوارىء الذي يقوم بتنسيق أي رد فعل أو استجابة لكارثة ما أو لهجوم إرهابي.


  • لم يجر أبدا ذكر قضية تدمير البرج الثالث في "تقرير لجنة 9/11"، كما لم يستطع أول تحقيق رسمي تجريه الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارىء (فيما) بقضية سقوط المبنى أن يكون محددا حيال سبب الانهيار.


  • في شهر أيار/مايو من عام 2002 توصلت "فيما" إلى استنتاج مفاده أن المبنى انهار بسبب أن النيران الكثيفة ظلت مشتعلة لساعات عدة، إذ بقيت تضطرم بفعل وجود آلاف الجالونات من مادة الديزل التي كانت مخزنة في المبنى. لكن الوكالة عادت بعدئذ لتقول إن هنالك "احتمالا ضعيفا بأن يكون ذلك قد حدث" وأنه لا بد من بذل المزيد من الجهود من أجل الوصول إلى الحقيقة. صدور وشيك
    مركز التجارة العالمي
    قد يكون البرج سبعة هو ناطحة السحاب الفولاذية الأولى والوحيدة في العالم التي تنهار بفعل النيران

    أما الآن، وبعد حوالي سبع سنوات تقريبا على وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، فيبدو أن التفسير الرسمي لما حدث للبرج سبعة قد أصبح على وشك أن يجد طريقه إلى النشر في أمريكا.

    فقد أمضى المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا أكثر من سنتين في التحقيق بقضية انهيار البرج سبعة، ومع ذلك يرفض الدكتور ساندر الانتقادات الموجهة لفريقه والقائلة إن التحقيق كان بطيئا وطال أكثر مما ينبغي.

    يقول الدكتور ساندر: "لقد أمضينا في هذا العمل سنتين ونيف، والقيام بتحقيق يستغرق سنتين أو سنتين ونصف ليس بالعمل غير الاعتيادي على الإطلاق. فهو نفس الإطار الزمني الذي نضعه عادة عندما نجري تحقيقات بحوادث تحطم الطائرات، فالأمر يستغرق عادة عدة سنوات."

    نماذج شديدة التعقيد

    وبما أنه لم يعد يوجد هنالك أي بقايا من الفولاذ المستخرج من البرج سبعة المنهار لكي تتم دراستها، فقد لجأ المحققون إلى تصميم أربعة نماذج شديدة التعقيد جرى إعدادها على الكمبيوتر وعكست أدق التفاصيل في المبنى الأصلي.

    والمحققون الآن واثقون من أن نهجهم الجديد سيعطي الآن نتيجة ويقدم إجابات للغز انهيار البرج الثالث، فها هو الدكتور ساندر يقول إن التحقيق يتقدم بأسرع ما يمكن.

    تشير الفرضية التي نعمل عليها الآن إلى أن نيران وحرائق مبان عادية، كانت قد اندلعت وأخذت تكبر شيئا فشيئا وتتدحرج لتنتشر بعدها عبر الطوابق المتعددة من المبنى، هي التي سببت الانهيار الكلي والنهائي للبرج سبعة
    الدكتور شيام ساندر، المحقق الرئيسي في المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا

    يقول الدكتور ساندر: "إنها مسألة معقدة للغاية، وهي تتطلب مستوى عاليا من الإخلاص والمهارة في إنتاج التصاميم والصرامة والدقة في التحليل الذي لم يوجد له مثيل من قبل."

    ولم يحدث من قبل أن انهارت ناطحات سحاب بالكامل بسبب اندلاع النيران فيها، إلا أن المعهد القومي للمقاييس والتكنولوجيا يرى أن ما حدث في يوم الحادي عشر من سبتمبر/أيلول كان أمرا فريدا من نوعه.

    تصميم غير عادي

    فهو يقول إن تصميم بناء البرج سبعة لم يكن بذلك التصميم العادي على الإطلاق، فقد تم تشييده فوق محطة فرعية للطاقة ونفق، كما أن حرائق عدة ظلت تشتعل في المبنى لساعات عدة، والأخطر من ذلك هو أن فرق الإطفاء لم تتمكن من إخماد النيران في البرج بسبب عدم وجود الماء الكافي لديهم من جهة وتركيزهم على إنقاذ أرواح البشر العالقين في المكان من جهة أخرى.

    لقد ركز المحققون جهودهم على ما جرى في الطرف الشرقي من المبنى حيث خضعت دعامات السطوح الطويلة لمعظم الضغط الذي تعرض له البناء.

    وقد اعتقد المحققون أيضا أن اشتعال النيران استمر فترة من الزمن تكفي لإضعاف وتحطيم العديدة من الموصلات التي كانت تربط الكتل والجسور فيما بينها وتجعل من الهيكل الفولاذي للمبنى كتلة مترابطة ومتماسكة.

    مركز التجارة العالمي
    لجأ المحققون إلى تصميم أربعة نمازج شديدة التعقيد جرى إعدادها على الكمبيوتر وعكست أدق التفاصيل في المبنى الأصلي

    أما الأجزاء التي كانت أكثر عرضة للتأثر وسرعة الانهيار، فكانت تلك العوارض والدعامات الأفقية الرقيقة التي كانت تتطلب عمليات عزل حراري أقل، بالإضافة إلى القطع والمواد التي تُستخدم للوصل بين تلك العوارض الأفقية والدعائم والأعمدة الرئيسة.

    موصلات وعوارض

    يقول المحققون إنه كلما كانت تلك الموصلات تزداد سخونة، كلما أصبحت ضعيفة وهشة وفشلت في أداء وظيفتها، وبالتالي بدأت العوارض والدعامات الأفقية بالارتخاء والتدلي لتنهار تماما بعد ذلك.

    ويرى المحققون أيضا أنه لا يبدو أنه كان لانهيار البرج الأول لمركز التجارة العالمي ذلك الأثر الكبير على البرج سبعة إلى درجة أنه سبب له ضررا خطيرا وبالغا أدى إلى انهيار المبنى.

    إلا أن انهيار البرج الشمالي، الذي كان يبلغ ارتفاعه 417 مترا، أدى إلى تقاذف الركام باتجاه مبنى البرج سبعة الذي كان يقع فقط على بعد 106 أمتار من المبنى العملاق.

    لقد تهاوى البرج سبعة وانهار في تمام الساعة 5.21 مساء، وحتى الآن فإن معظم الصور التي التُقطت للمبنى قُبيل انهياره تظهر جوانب ثلاث منه فقط، وهي لم تظهر الكثير من الضرر الفعلي والواضح الذي كان قد لحق بكتلة البناء.

    أما الصور الملتقطة للجزء الجنوبي من المبنى الذي كان يقابل البرج الشمالي، والتي كُشف عنها حديثا، تظهر أن ذلك الجانب كان قد تعرض بالفعل لضرر كامل، كما أظهرت كيف كانت أعمدة الدخان قد غطت ذلك الجانب بالكامل.




    ليست هناك تعليقات: